كرة السلة هي رياضة جماعية يتنافس فيها فريقان يتألف كل منهما من خمسة لاعبين نشيطين يحاول كلاهما إحراز نقاط ضد الآخر عن طريق محاولة التقدم بكرة (ball) وتصويبها لإدخالها في سلة يُطلق عليها الهدف) وترتفع عن الأرض بمقدار 10 أقدام (3 أمتار) وفقًا لقواعد محددة.وكرة السلة واحدة من أكثر الرياضات شعبية ومشاهدة في العالم.[1]
يتم إحراز النقاط من خلال تصويب الكرة داخل السلة الموجودة على الارتفاع المحدد؛ حيث يفوز الفريق الذي يتمكن من إحراز نقاط أكبر من تلك التي يحرزها منافسه في نهاية المباراة. ويمكن للاعب التقدم بالكرة إلى الأمام عن طريق تنطيطها على أرض الملعب فيما يُعرف باسم (المراوغة (dribbling)) أو تمريرها مع زملائه للوصول إلى الهدف. ولا يُسمح بأي احتكاك بدني يعرقل أي لاعب من الفريقين (خطأ (foul)) وهناك قيود مفروضة على كيفية التعامل مع الكرة تُعرف باسم (مخالفات قواعد اللعب (violations)).
وبمرور الوقت، تطورت لعبة كرة السلة لتشتمل على طرق لعب فنية شائعة تتعلق بتصويب الكرة وتمريرها والمراوغة بها، إلى جانب مراكز اللاعبين والخطط الدفاعية والهجومية.فعادة ما يلعب أطول لاعبي الفريق في مركز الوسط أو في أحد مركزي الهجوم، أما اللاعبون الأقصر طولاً أو الذين يتميزون بالسرعة ويمتلكون أفضل مهارات في الإمساك بالكرة والتحكم بها فيلعبون في مراكز الدفاع. وعلى الرغم من الاهتمام البالغ بقواعد وقوانين لعبة كرة السلة عند ممارستها في المسابقات والمنافسات، فقد ظهرت الكثير من الألعاب المشتقة من لعبة كرة السلة (variations of basketball) والتي تتم ممارستها بشكل غير رسمي. وفي بعض البلدان، تعتبر لعبة كرة السلة من الرياضات الشعبية التي تستقطب قطاعًا جماهيريًا كبيرًا.
وفي حين تعتبر كرة السلة في الأساس بمثابة رياضة تنافسية يتم ممارستها في الصالات، في ملعب كرة السلة (basketball court)، فقد تزايد انتشار الألعاب المشتقة من لعبة كرة السلة، والتي لا يتم التشديد فيها على القواعد والقوانين، كنوع من الرياضات التي تُمارس في الساحات الخارجية الموجودة بالقرب من الأحياء الشعبية والتجمعات السكنية الريفية.
تاريخ كرة السلة
في أوائل ديسمبر من عام 1891، بحث الدكتور الكندي جيمس نايسميث (James Naismith)، [2] أستاذ التربية البدنية بجامعة ماكجيل (McGill University) في مونتريال (Montréal)، والذي يعمل أيضًا معلمًا في مدرسة التدريب[3] الخاصة بجمعية الشبان المسيحية (YMCA) (والمعروفة حاليًا بكلية سبرينجفيلد (Springfield College)) في مدينة سبرينجفيلد بولاية ماساتشوستس (Springfield, Massachusetts) بالولايات المتحدة الأمريكية، عن ابتكار لعبة قوية تُقام داخل الصالات يشغل بها طلابه ويحافظ على لياقتهم البدنية عند مستويات مناسبة في فصول الشتاء الطويلة التي تسود الولايات الواقعة في إقليم نيو إنجلاند (New England).
فبعد رفض عدد من الأفكار الأخرى نظرًا لصرامتها أو عدم تناسبها مطلقًا مع صالات الجمنازيوم (gymnasiums) المحاطة بالجدران، وضع "نايسميث" القواعد (rules) الأساسية لكرة السلة وقام بتثبيت سلة خوخ على سياج يبلغ ارتفاعه 10 أقدام (3.05 متر).وعلى النقيض من الشبكات الحديثة لكرة السلة، فقد ظل قاع سلة الخوخ مسدودًا، ومن ثم كان يتعين استرجاع الكرة يدويًا بعد كل "هدف" أو بعد كل نقطة يتم إحرازها. غير أن هذا الأمر قد أثبت عدم فاعليته. لذا، فقد تم ثقب قاع هذه السلة، المثبتة في عمود (dowel) طويل مرتكز على حامل، مما يتيح خروج الكرات منها في كل مرة تدخل فيها.هذا وقد تم استخدام سلال الخوخ هذه حتى عام 1906، حيث تم استبدالها في نهاية الأمر بسلال معدنية مثبتة في لوحات خلفية تُعرف باسم لوحات الهدف (وهي عبارة عن لوحة مستديرة أو مستطيلة خلف السلة تمنع ضربات الكرة المتجهة إلى الخارج وترجعها، أو تردها إلى داخل السلة). وسرعان ما تم إدخال تغيير آخر يتيح مجرد مرور الكرة عبر السلة، وهو ما مهد الطريق لظهور اللعبة في شكلها المعروف لنا حاليًا. في بادئ الأمر، تم استخدام كرة قدم في إحراز الأهداف. فعندما يتمكن اللاعب من إحراز هذه الكرة داخل السلة، فإن فريقه يحصل على نقطة. والفريق الذي كان يحصل على أكبر عدد من النقاط هو الذي يعتبر الفائز في المباراة.[4] وعادة ما كان يتم تثبيت السلال في شرفة الملعب المنخفضة، ولكن ثبت أن هذا الأمر غير عملي وذلك عندما بدأ الجمهور يتدخل في تصويبات الكرة. وقد تم استخدام لوحة الهدف المثبتة خلف السلة للحيلولة دون وقوع هذا التدخل، هذا إلى جانب كونها ذات تأثير إضافي يتمثل في السماح